يُعد الجلد خط الدفاع الأول عن الجسم، إذ يغطي الأعضاء ويحميها من العوامل الخارجية ومسببات الأمراض المختلفة. ورغم هذه الوظيفة الحيوية، فإن الجلد قد يتعرض للعديد من المشكلات الشائعة، ويأتي تقشّر الجلد في مقدّمتها. يظهر التقشّر عادةً على شكل جفاف واضح، أو تشققات، أو تساقط طبقات رقيقة من الجلد، وقد يكون مؤقتًا أو مستمرًا تبعًا للسبب الكامن وراءه. فهم أسباب تقشّر الجلد يُعد الخطوة الأولى نحو علاجه والتخلص منه بشكل آمن وفعّال.

ما هو تقشّر الجلد؟
تقشّر الجلد هو فقدان الطبقة السطحية من البشرة بشكل غير طبيعي، نتيجة خلل في تجدد الخلايا أو ضعف الحاجز الجلدي. وقد يصيب أي منطقة من الجسم، مثل الوجه، اليدين، القدمين، أو حتى المنطقة المحيطة بالأظافر، ويختلف في شدته من حالة لأخرى.
أسباب تقشّر الجلد في الجسم
تنقسم أسباب تقشّر جلد الجسم بشكل عام إلى نوعين رئيسيين: أسباب خارجية وأسباب داخلية، ولكل منهما آلية مختلفة في التأثير على صحة الجلد.
أولًا: الأسباب الخارجية لتقشّر الجلد
الأسباب الخارجية هي العوامل البيئية أو السلوكية التي يتعرض لها الجلد يوميًا، وتؤدي إلى فقدانه الرطوبة والدهون الطبيعية.
1. التعرّض للطقس القاسي
العيش في مناطق شديدة الحرارة أو شديدة البرودة يُعد من أكثر الأسباب شيوعًا لتقشّر الجلد. فالحرارة المرتفعة تُسبب فقدان السوائل، بينما يؤدي البرد إلى جفاف الجلد وتشقق طبقاته السطحية.
2. حروق الشمس
التعرّض المفرط لأشعة الشمس، خاصة دون استخدام واقٍ شمسي، يُلحق ضررًا مباشرًا بخلايا الجلد، ويؤدي لاحقًا إلى تقشّره كجزء من عملية التعافي.
3. قلة الترطيب
عدم شرب كميات كافية من الماء، أو إهمال استخدام الكريمات المرطبة، يجعل الجلد أكثر عرضة للجفاف والتقشر، خاصة في المناطق المكشوفة.
4. استخدام منتجات قاسية
الصابون والمنظفات التي تحتوي على نسبة عالية من المواد الكيميائية تُضعف الحاجز الطبيعي للبشرة، مما يؤدي إلى الجفاف ثم التقشّر.
كيفية التعامل مع الأسباب الخارجية:
-
الإكثار من شرب الماء يوميًا.
-
استخدام مرطبات غنية وزيوت طبيعية مثل جل الصبار.
-
تجنّب التعرض المباشر للشمس لفترات طويلة، واستخدام واقٍ شمسي مناسب.
ثانيًا: الأسباب الداخلية لتقشّر الجلد
الأسباب الداخلية تكون غالبًا مرتبطة بحالة صحية أو خلل داخل الجسم، وقد يتطلب علاجها تدخلاً طبيًا.
1. اضطرابات الجهاز المناعي
بعض أمراض المناعة تؤثر مباشرة على الجلد، وتسبب جفافه وتقشّره بشكل مزمن.
2. الأمراض الجلدية
تشمل أبرز الأمراض المسببة لتقشّر الجلد:
-
الصدفية
-
الأكزيما
-
التهاب الجلد الدهني
-
السعفة الجلدية
تؤدي هذه الحالات إلى تسارع غير طبيعي في تجدد خلايا الجلد، ما ينتج عنه تقشر واضح ومزعج.
3. الحساسية
الإصابة بأنواع معينة من الحساسية الجلدية قد تُسبب احمرارًا وحكة يتبعها تقشّر في المنطقة المصابة.
4. بعض الأمراض الخطيرة
في حالات نادرة، قد يكون تقشّر الجلد مرتبطًا ببعض أنواع السرطان، خاصة سرطان الجلد، ما يستدعي استشارة طبية فورية عند استمرار الأعراض.
العلاج في هذه الحالات:
-
استخدام أدوية موضعية مخصصة حسب الحالة، مثل المستحضرات التي تحتوي على قطران الفحم لعلاج الصدفية والأكزيما.
-
ارتداء الملابس القطنية لتقليل التهيج.
-
تجنّب المنتجات الكيميائية القاسية.

أسباب تقشّر الجلد حول الأظافر
تقشّر الجلد المحيط بالأظافر مشكلة شائعة، خاصة لدى النساء، وترتبط بعدة عوامل:
1. الحساسية
الحساسية تجاه مواد مثل اللاتكس أو النيكل تُعد من الأسباب الرئيسية لتقشّر الجلد حول الأظافر.
2. المواد الكيميائية
الاستخدام المتكرر لطلاء الأظافر ومزيله، أو التعرض المستمر للمنظفات والمذيبات، يُضعف الجلد الرقيق حول الأظافر ويجعله أكثر عرضة للتقشر.
3. الإفراط في استخدام الماء والصابون
غسل اليدين بكثرة دون ترطيب مناسب يؤدي إلى جفاف الجلد وتقشّره.
4. نقص العناصر الغذائية
انخفاض مستوى بعض الفيتامينات والمعادن، مثل الكالسيوم، يؤثر سلبًا على صحة الجلد ويُسبب جفافه وتقشّره.
5. العادات السيئة
قضم الأظافر أو عض الجلد المحيط بها من العادات التي تُسبب تلف الجلد والتهابات تؤدي إلى التقشّر.
طرق الوقاية والعلاج:
-
ارتداء القفازات عند التنظيف.
-
تجنّب المواد المسببة للتحسس.
-
اتباع نظام غذائي متوازن.
-
التوقف عن العادات السلبية مثل قضم الأظافر.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يُنصح بمراجعة طبيب الجلدية إذا:
-
استمر تقشّر الجلد لفترة طويلة دون تحسّن.
-
كان التقشّر مصحوبًا بألم، أو نزيف، أو حكة شديدة.
-
ظهر التقشّر فجأة وبشكل واسع على الجسم.
خلاصة
تقشّر الجلد مشكلة شائعة، لكنها غالبًا ما تكون سهلة العلاج عند تحديد السبب الحقيقي وراءها. سواء كانت الأسباب خارجية مرتبطة بالبيئة ونمط الحياة، أو داخلية ناتجة عن حالة صحية، فإن العناية الصحيحة بالبشرة والاهتمام بالتغذية والترطيب تُعد الأساس للحفاظ على جلد صحي وناعم.
