تُعد الصدفية من الأمراض الجلدية المزمنة غير المعدية، وتظهر على شكل بقع حمراء مغطاة بقشور بيضاء أو فضية، وقد تصيب فروة الرأس، المرفقين، الركبتين، أو مناطق أخرى من الجسم. ورغم عدم وجود علاج نهائي يشفي الصدفية بشكل كامل، فإن الطب الحديث يوفر العديد من الخيارات العلاجية الفعالة التي تساعد على السيطرة على الأعراض، تقليل الالتهاب، وتحسين جودة حياة المصاب.
يعتمد اختيار علاج الصدفية على عدة عوامل، أهمها: نوع الصدفية، شدّتها، مساحة الجلد المصابة، وعمر المريض وحالته الصحية، وغالبًا ما يتم البدء بالعلاجات البسيطة ثم الانتقال إلى الأقوى عند الحاجة.

أولًا: العلاجات الموضعية للصدفية
تُستخدم العلاجات الموضعية في حالات الصدفية الخفيفة إلى المتوسطة، ويتم تطبيقها مباشرة على الجلد المصاب، وقد تُستعمل وحدها أو بالاشتراك مع علاجات أخرى.
1. المرطبات والمطريات
تلعب المرطبات دورًا أساسيًا في علاج الصدفية، إذ تساعد على:
-
تقليل الجفاف والتقشر
-
تخفيف الحكة والشدّ الجلدي
-
تحسين مظهر الجلد بشكل عام
ويُفضَّل اختيار مرطبات كثيفة تمنع فقدان الرطوبة، خاصة بعد الاستحمام.
2. الكورتيكوستيرويدات الموضعية
تُعد من أكثر العلاجات شيوعًا، حيث:
-
تقلل الالتهاب والاحمرار
-
تبطئ سرعة تكاثر خلايا الجلد
وتختلف قوتها حسب مكان الإصابة، إذ تُستخدم الأنواع الخفيفة للمناطق الحساسة مثل الوجه، بينما تُستعمل الأنواع الأقوى للمرفقين والركبتين، مع ضرورة الالتزام بتعليمات الطبيب لتجنب الآثار الجانبية.
3. نظائر فيتامين د (كالسيبوتريول)
تساعد هذه الأدوية على:
-
تنظيم نمو خلايا الجلد
-
تقليل سماكة اللويحات الصدفية
وغالبًا ما تُستخدم بالتناوب أو مع الستيرويدات لزيادة الفعالية.
4. مثبطات الكالسينيورين
تُستخدم لعلاج الصدفية في المناطق الحساسة مثل:
-
الوجه
-
تحت الإبط
-
المناطق التناسلية
وتتميز بأنها لا تسبب ترقق الجلد عند استخدامها بشكل صحيح.
5. قطران الفحم
يساعد على:
-
تقليل القشور
-
إبطاء نمو الخلايا الجلدية
ويُستخدم أحيانًا في شامبوهات علاج صدفية فروة الرأس، رغم رائحته القوية وإمكانية تلطيخه للملابس.
6. الريتينويدات الموضعية
تعمل على تسريع تجدد الجلد وتقليل سماكة البقع، لكنها غير مناسبة للحامل أو لمن تخطط للحمل.
7. حمض الساليسيليك
يُستخدم لإزالة القشور السميكة، مما يسمح للعلاجات الأخرى بالوصول إلى الجلد بشكل أفضل.
ثانيًا: العلاجات الجهازية (الداخلية)
تُستخدم في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، أو عند فشل العلاجات الموضعية، وتؤثر على الجسم بأكمله.
1. الميثوتركسيت
يعمل على:
-
إبطاء تكاثر خلايا الجلد
-
تقليل الالتهاب
ويحتاج إلى متابعة طبية دقيقة وفحوصات دورية، مع منع الحمل أثناء استخدامه.
2. السيكلوسبورين
دواء قوي يُستخدم في الحالات الشديدة، لكنه يُوصف لفترات محدودة بسبب آثاره الجانبية المحتملة.
3. الريتينويدات الفموية
تُفيد في أنواع معينة من الصدفية الشديدة، لكنها غير مناسبة للنساء الحوامل.
4. العلاج البيولوجي
يُعد من أحدث وأقوى العلاجات، حيث:
-
يستهدف أجزاء محددة من الجهاز المناعي
-
يقلل الالتهاب بشكل فعّال
-
يناسب الحالات التي لم تستجب للعلاجات التقليدية
ورغم فعاليته العالية، إلا أن تكلفته المرتفعة قد تحدّ من استخدامه.

ثالثًا: العلاج الضوئي للصدفية
يعتمد هذا العلاج على تعريض الجلد للأشعة فوق البنفسجية بجرعات محسوبة.
أنواع العلاج الضوئي:
-
الأشعة فوق البنفسجية B (UVB)
-
UVB ضيقة النطاق (أكثر فعالية وأحدث)
-
علاج غوكرمان (الأشعة + قطران الفحم)
-
ليزر الإكسيمر للبقع المحدودة
-
السورالين مع UVA للحالات الشديدة
يساعد العلاج الضوئي على:
-
تقليل الالتهاب
-
إبطاء نمو خلايا الجلد
-
تقليل عدد وحجم البقع
مع ضرورة الالتزام بإرشادات الطبيب لتجنب حروق الجلد.
نصائح مهمة للتعايش مع الصدفية
إلى جانب العلاج الطبي، تساعد بعض العادات الصحية في تقليل نوبات الصدفية، مثل:
-
تقليل التوتر وممارسة تمارين الاسترخاء
-
الحفاظ على وزن صحي
-
الترطيب اليومي للبشرة
-
تجنب الاستحمام بالماء الساخن
-
الامتناع عن التدخين
-
ارتداء الملابس القطنية وتجنب المهيجات الجلدية
خلاصة المقال
علاج الصدفية لا يعتمد على خيار واحد فقط، بل على خطة علاجية متكاملة تُحدَّد حسب حالة كل مريض. ومع الالتزام بالعلاج المناسب ونمط حياة صحي، يمكن السيطرة على الأعراض بشكل كبير والعيش براحة وثقة أكبر.
